عبد العزيز باشا فهمي

ولد عبد العزيز باشا فهمى بقرية كفر المصيلحه منوفيه عام 1870 اشتغل بالمحاماه فور تخرجه ثم عمل بالقضاء رئيسا لمحكمة الاستئناف ثم اسس محكمة النقض ويذكر له انه صاحب اختيار هذا الاسم لها والذى قيل انه استوحى اياه من الايه الكريمه فى سورة النحل ولاتكونوا كالتى نقضت غزلها ....ويذكر له انه اول من ابتدع بعض التعبيرات التى صارت من ثوابت المصطلحات القضائيه مثل تعبير اوجه النفى للدلاله على اسبا الطعن كما استحدث نظرية القدر المتيقن فى القانون الجنائى ولقد تقلد سيادته رئاسة محكمة النقض كماكان ثانى نقيب للمحامين وكان اصغر من تولى هذا المنصب كما عين وزيرا للحقانيه وقد كان عضوا بمجلس النواب لايشق له غبار فقد اصبح سياسيا وثائرا من اعمدة ثورة 1919 بجوار رفيقه سعد زغلول وعلى باشا شعراوى ثم رئيسا لحزب الاحرار الدستوريين كما شرف بعضوية المجمع اللغوى ولقد استحوذت فكرة العدل وقدسية القضاء على وجدان هذا العملاق وعندما القى كلمته فى الاحتفال بالعيد الذهبى لانشاء المحاكم جاءت لتعبر عن مدى ايمانه برسالة العدل والقضاء اذ قال :ـ اليوم عيد العدل يتقدم فيه سدنة محراب العدل الى حارسه الاعظم مغتطين ما احسنوا السدانه متحدثين بنعمة الله عليهم ان وفقهم الى القيام بما لزم ضمائرهم فىهذا المحراب . ويسجل التاريخ فى انصع صفحاته وبأحرف من نور لهذا العملاق موقفه الشامخ الذى يقطع بمدى ايمانه بقدسية القضاء وكرامة القاضى ... ففى اثناء ذهابه الى محكمة النقض قرأ فى الصحف ان مجلس النواب سوف يناقش سؤلا عن مرت رئيس محكمة النقض و على الفور امر سائق السياره بأن يتوجه الى قصر عابدين وطلب مقابلة الملك فابدى كبير امناء القصر دهشته وقال لعبد العزيز باشا: ولكنك ترتدى ملابسك العاديهوليس هناك طلب سابق المقابله فرد عليه الباشا بحزم أبلغ جلالة الملك ان قاضى القضاه يلتمس مقابلته ملابسه العاديه لامر يتعلق بكرامة كرسى القضاء والعداله .... وبعد دقائق عاد كبير الامناء وابلغه باستعداد الملك لمقابلته واستمرت المقابله ساعه كامله انصرف بعدها القاضى عبد العزيز فهمى الى عمله بمحكمة النقض وطلب انعقاد الجلسه ثم اثبت فى محضر الجلسه لقد تشرفت اليوم بمقابلة الملك بعد ماقرأت فى الصحف ان مرتب رئيس المحكمه كان موضع نقاش فى مجلس النواب وقد ابلغت الملك اننى احسست ان كرسى العداله يهتز من تحتى ولهذا فقد صممت على الاستقاله وقد استأذنته فى ذلك فتفضل وغمر شخصى بما طمأننى وطيب خاطرى وسأذهب الان الى الوزاره لتقديم استقالتى رفعت الجلسه هكذا يؤمن بقدسية القضاء وبكرامة القاضى ويذكر لعبد العزيز باشا فهمى انه كان يعشق اللغه ويحسن استخدام مفرداتها حتى ان احكامه تعد قطعا من الادبيات النادره ومازالت تدرس لطلبة الحقوق حتى الان ومن بينها حكمه الخالد فى نفى سصبق الاصرار فى القضيه المعروفه مقتل مأمور البدارى والذى اعتاد احضار المتهم الى ديوان القسم واذلاله وتعريضه لاقسى انواع الاذلال والاهانهوالتعريض به وباهله بقسوة غير مسوقه فما كان من الرجل الاان ترصد له واطلق عليه النار فقتله وعندما عرضت القضيه امام هذا العملاق جرت كلمات حكمه بمفرادت لايستطيع احدا ان يأتى بافضل منها فى مقام نفى الترصد اذ جاء بالحكم والنفس الموتورة الهائجه المنزعجة مما كان الواجمة مما سيكون هى نفس هائجة ابدا لايدع لها انزعاجها سبيلا للتريث والتروى حتى يحكم العقل هادئا مترويا متزنا ...كما يذكر انه بلغ القمه فى تمكنه من فنون اللغه ونظم قصيده من 336 بيتا اطلقوا عليها المعلقه الثامنه كما يذكر عن سيادته انه كان بارا بأهل بلدته حتى قيل انه عين جميع ابناء البلد الاواحدا لم يصلح ان يؤدى اى عمل فوظف حماره فى هيئة البريد ليقوم بحمل الرسائل ..... هكذا ترون ان الذكر للانسان عمر ثان وان عمر السمعه اطول من عمر الانسان والتاريخ لن ينسى لان ذاكرة التاريخ لاتصاب بالشيخوخه وكمثل هذا فليعمل العاملون.

منقول للفائده كتبها / محمد راضى مسعود