انت من انت....

عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 24/03/2011

انت من انت....

==============

انت الواحد الصحيح انت كمال التقويم فمنذ ان
من الله ونظر الى الارض وقرر ان يخلق فيها شيئا وشق صخورها ومهدها وسواها واجرى الانهار فيها ودحى الارض واخرج منها
مرعاها ورفع سماها وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وارسى جبالها وخلق
بها من كل زوجين اثنين بدأ من ادق الفيروسات مرورا بالطيور والثديات والحشرات الى
اقواهم بنيه وحجما وطولا كالديناصورنات كل تلك المخلوقات جاءت من قديم الازل وسكنت
وعمرت منذ ملايين السنين كي تمهد الارض تمهيدا لذلك المنتظر مجيئه ليخلف الرب
الاعلى في الارض ويعمر ويرث الى حين .... خلقه الله في احسن تناسق وجعله. أحسن ما
يكون؛ لأنه خلق كل شيء منكبا عل وجهه، وخلقه هو مستويا، في اعتداله واستواء شبابه
مُزيناً بالعقل، مُؤدياً للأمر، مَهدياً بالتمييز، مديد القامة؛ يتناول مأكوله
بيده فله يد وأصابع يقبض بها.. وله لسان ذلق، خلقه حيا عالما، قادرا مريدا متكلما،
سميعا بصيرا، مدبرا حكيما. فالإنسان أحسن خلق اللّه باطنا وظاهرا، جمال هيئة،
وبديع تركيب الرأس بما فيه، والصدر بما جمعه، والبطن بما حواه، والفرج وما طواه،
واليدان وما بطشتاه، والرجلان وما احتملتاه. ولذلك قالت الفلاسفة: إنه العالم
الأصغر؛ إذ كل ما في المخلوقات جمع فيه ولا عجب ان يصفه خالقه بقوله تعالى:
"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" آية(4-5) سورة التين ولذا ماكان من
امر عيسى بن موسى الهاشمي والذي كان يحب زوجته حبا شديدا الا انه قال لها يوما أنت
طالق ثلاثا إن لم تكوني أحسن من القمر؛ فنهضت واحتجبت عنه، وقالت: طلقتني. وبات
بليلة عظيمة، فلما أصبح غدا إلى دار المنصور، فأخبره الخبر، وأظهر للمنصور جزعا
عظيما؛ فاستحضر الفقهاء واستفتاهم. فقال جميع من حضر: قد طلقت؛ إلا رجلا واحدا من
أصحاب أبي حنيفة، فإنه كان ساكتا. فقال له المنصور: ما لك لا تتكلم؟ فقال له
الرجل: بسم اللّه الرحمن الرحيم: "والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد
الأمين. لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم". يا أمير المؤمنين، فالإنسان أحسن
الأشياء، ولا شيء أحسن منه. فقال المنصور لعيسى ابن موسى: الأمر كما قال الرجل، فأقبل
على زوجتك. وأرسل أبو جعفر المنصور إلى زوجة الرجل: أن أطيعي زوجك ولا تعصيه، فما
طلقك. فالمعنى اوضح من وضوح الشمس اننا لنا شأن وقدر عند خالقنا والا ما اسجد لنا
الملائكه من قبل وما خلقنا كما تقدم على هذا النحو فلا تنظر الى نفسك على انك قليل
لا شأن لك وقد انفلتت الامور من بين يدك واستهوتك الاهواء والرزائل واستمرأتها
انطلاقا من انك لا شئ وهذا من تلبيسات ابليس عليك يحقرك في عين نفسك ويصغرك ولا
يجعلك تنظر الى ماهو دونك بالقدر الذي يجعلك تنظر الى من هو اعلى منك شأنا كي
يصغرك في عين نفسك اكثر واكثر ويكبر في عينيك معصيتك كي تتعاظمها على غفران الله
ورحمته فتيأس وتنكب هائما مستمرا فيما انت عليه خلقك الله في احسن تقويم واستواء
وهو يريد منك ان تكون في اسفل سافلين بجحودك لخالقك واستمراءك للمعاصي والذنوب

يرضى منك بالقليل على قدر ايمانك واحوالك
فالعابد الورع التقي يرضى منه فقط بمحقرات الذنوب واصغرها وتدرجا بتدرج الايمان
ونقصانه بداخل كل منا يغوينا ويمنينا وينسينا مابين ايدينا من النعم التي انعم بها
خالقنا علينا وصولا الى تلك الجمله التي قالها انطلاقا من كبريائه لخالقه والتي
عاش حياته كلها وكرس كل جهوده من اجلها الا وهي (( ولا تجد اكثرهم شاكرين )) لا
تشكر لا ترضى لا تقنع بما قسم الله لك فتسرق وترتشي وتقتل وصولا الى المال والسطوه والنفوذ فلا يجب
ان يكونوا افضل واكثر ثراء منك ويزين لك النساء الاجنبيات عنك ويزين لها الرجال
الاجانب عنها ويبغضك في زوجتك ويبغضها في زوجها كي يتطلع هو الى النساء الاخريات
وهي الى رجال آخرون وصولا الى المتعة او
اللذه والتي لا ولن تنتهي ابدا ففي كل إمرأه ورجل آخر جمال وصفات مختلفات وانطلاقا
من عدم الرضى لا تقنع النفس الا بما ليس في يديها
وفي كل حاله عطش والنفس لا ترتوي والماء المالح لا يزيل العطش بل يزيده ولا
يبقيه على حاله

تتعدد الرزائل والاغواءات
والهدف واضح وواحد (( ولا تجد اكثرهم شاكرين )) فانفض عن عينيك تلبيساته واستفق
وضعه دائما في بؤرة عينيك انه ينظر اليك
من بعيد ويراقبك في كل احوالك لقوله تعالى (( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ
الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا
لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ
مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء
لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)) آية 27 سورة الاعراف- اذن هو لا ييأس من ان يجعلك شيطانا مثله فلا
تيأس انت الاخر من روح الله واستجمع كل ماتبقى من ايمانيات واشحذ الهمم وجند كل
طاقتك في الدفاع عن مقعدك في وطنك الحقيقي والذي خلقت لتسكن فيه ابدا الاوهو الجنه
ولقد حظرنا الله من ان نيأس من رحمته فقال في كتابه الكريم (( الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا
شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا) الكهف آيه1-2 فلا تيأس من روح الله وانظر الى
ما انعم الله به عليك واستثمر طاقتك وما حباك الله به واعد اكتشاف ذاتك وصدقا ستجد
من نفسك ما تقر به عينك ..... والله من
وراء القصد