القانون والتشريع السماوي ...

عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 24/03/2011

تاخذنا مواد القانون الجامدة في
رحلتها عبر تنظيم قواعد الحياه فتلك قوانين آمره واخرى منظمة وهذه طارئه
وما بين المواد والارقام والاستحداثات المواكبة لكل ما هو جديد ومتطور
بداية من عصر القلم والورقه الى عصر المدونه الالكترونيه تجدنا دائما ننظر من خلال
قوالب جامده متحجرة تكاد ان تخلو من روحنيات الذات واستشراقات الالهامات الربانيه النورانيه
كي تتحول العمليه برمتها والقائمين عليها
الى مجرد عمل مهني بحت لا اكثر تتصارع فيه الاهواء وتختلط فيه الغايات فنهجر
العداله بصرحها الشامخ الى الطرق الالتوائيه والحيل القانونيه منتشين بفوزنا
المزعوم على المشرع تاره وعلى القاضي تاره اخرى وعلى الحقيقه في كل الاحوال لتحقيق
مصالح ومكاسب دنيونيه زائله وعارضه ورقصنا كالبهلوانات في ساحات المحاكم على كل القوانين والاعراف ونسينا العداله في
جوهرها ونسينا انتمائنا لأشرف واجل مهنه عرفها التاريخ اختص بها المولى سبحانه
وتعالى ذاته حينما قال في محكم كتابه الكريم (( ان الله يدافع عن اللذين آمنوا ))
فمهنة الدفاع عن الحق هي خلافه عن المولى سبحانه والمستخلف عليه عبء كبير في اثبات
مدى استحقاقه لتلك الخلافه ولا الوم تلك الفئة القليلة من المحامين وحدهم بل اجدني
لا اعفي المشرع هو الاخر من تلك المسؤليه فبعد
ان فصل الدين عن الدنيا واستبدل شرائعنا بشرائع كتبت بمداد رائحته فرنسيه
وانجليزيه واخرى امريكيه واستلهمها بأفق ضيق بدلا من ان يستوعبها ويذيبها في بوتقة
مقاصد شريعتنا الاسلاميه السمحه فقد اعطى المجال عريضا متسعا لكل من تسول له نفسه
ان يتنطع عبر اركان اعمدة قواعد العداله والحريه ...واجدني كثيرا ما استوقف عند تلك
الآيه الكريمة (( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) ووجدتني اتسائل لماذا ربط الحق سبحانه بين صفتي اللطف والخبره بحقيقة نشأته وخلقه لعباده
وما هو المغزى من تقديم اللطيف على الخبير ووجدتني وبقدر بسيط من التفكر والتأمل اجد
ان الله انزل شريعته السمحه معالجة
واستمراريه لذلك البنيان القوي المتماسك الا وهو حياة الانسان الاجتماعيه واحتكاكه
بأقرانه ومن اجل ذلك كان اللطف في معاملة هذا الانسان المتمرد بطبعه العصي على كل
القواعد التي تحد من تصرفاته فاللين والاخذ بالحكمة والموعظة الحسنه هي مقدمات لمدخل
سوف تجعله اسيرا طواعية منه ورغبه واحيانا رهبه من خالقه كي يستقيم في كل افعاله
واقواله ثم تأتي كلمة الخبير لتنبأنا انه ما خلق وما قدر وما هدى وما نظم وما قنن
الا بناء على درايه والمام كامل بكل الجوانب المحيطه بذاك المخلوق وكيف لا وهو
خالقه وصانعه فقد ارسل الرسل الى زرية بني ادم حتى عصرنا الحالي ليحدد كل ما واجب
وماهو محرم وما هو مباح ومندوب من وحي تلك الكلمتين (( اللطيف الخبير )) ولكننا
نضرب بذلك اللطف والخبره عرض الحائط لنستقي شرائع غيرنا ونهمل شريعتنا المتكاملة
الاركان ولا عجب اذن من ان تظهر بين الحين
والآخر طائفه هنا او هناك تدعي انتمائها لتلك المهنه لتحقيق اهواء ومكاسب وشهره زائله لا محاله يساعدهم على ذلك تلك المنظومه المتكاملة من ميديا الفساد والافساد والتي
مما لا شك فيه هي المستفيده اولا واخيرا من براعتهم الفائقه في الالتفاف غبر
الثغرات لتحقيق كل ماهو غير مشروع ولو على
حساب كل طبقات المجتمع المطحونه فهل العيب على من هجر شريعته وقنن قوانين وضعيه
بلا وعي أوتميز واعطى المجال متسعا لكل من تسول له نفسه النيل من مقدرات ومكتسبات
الغير باعطائه تلك المشروعيه المستتره ام
العيب على من عرف الحق وسولت له نفسه ان يمطتي عقل الشيطان متخذا منه جواد جامحا ياكل به
الاخضر واليابس .... ؟؟؟؟

» بحث في دور لجنة القانون الدولي في تدوين وتطوير قواعد القانون الدولي الجنائي
» التنفيذ الجبري في القانون المصري
» جريمة الرشوة في القانون المصري